الوصف
فوق السيّارة كانت راية العراق تطوي تابوت صديقي عزيز، ترتعد ما بين الحبل والتابوت، فالشاب المتسائل والحائر صعد إلى السماء، وعلى صدري يعانق قرص هويَّة عزيز قرص هويَّتي المعدني.
مفهوم الوطن الذي لم نتفق عليه لاح لي كتابوت فوق سيّارة تاكسي وقرص معدني باسمٍ ورقم!
ماذا أقول لأمِّه؟
صوته ينزل من السماء، من النعش إلى وجداني:
على كيفك من تخّبر أمي لا تصدمها دفعة وحدة، خطيَّه.
الَّذين يصعدون إلى السماء عيونهم تربي نحو أحبتهم في الأرض!
كيف سأخبر أم عزيز برحيل دنيتها؟
فتَحت الباب وكأنّها كانت تنتظرني، نظراتها مذبوحة مثل نظرات أمّي عند شباك العباس.. ضجَّت دموعي وانهمرت إلى قدميها فخرج صوتها دون دموع ولا بكاء:
– أعرف ابني، أعرف الله أخذ أمانته.